BLOGGER TEMPLATES - TWITTER BACKGROUNDS ?

الثلاثاء، 21 أبريل 2009

عن العشق و الهوى

جلست أمام التلفاز في أحدى الليالي أقلب بين قنواته .. وجدت فيلم "عن العشق و الهوى" على إحدى المحطات .. لم أكن شاهدته من قبل .. لذا قررت أن أشاهده

كان مشهد "أحمد السقا" بعد فراق حبيبته "منى زكي" .. لا أذكر أسمائهما بالفيلم .. كان يبكي بشدة و هو يمسح كل صورها من الحاسوب .. كان يحاول أن يمحي كل ذكرى لها ..و كان يبكي .. يبكي بشدة ..و على الفور غيرت القناة

لم أقتنع .. ربما هذا أول مشهد لم يقنعني به "أحمد السقا" .. لقد شعرت بالمبالغة .. كان بكاءً مبالغ فيه .. هكذا إعتقدت وقتها .. و لكن .. عندما وُضِعت في نفس الموقف .. عندما صرت مطالب أن أمحي كل ذكرى لها .. لم أتمالك نفسي ..نعم بكيت .. بكيت بشدة .. رغم أني كنت قد عاهدت نفسي منذ الصغر ألا أبكي أبداً .. لكني ضعفت .. نعم لم أستطع التحمل .. بكيت و لازلت أبكي .. لازلت أبكي حتى اليوم .. مبالغ فيه؟! .. لا صدقوني .. فما أقسى هذا الموقف .. بل إن الموت أهون ..

كانوا يقولون لي و أنا صغير أن الرجل لا يبكي .. لكني كنت أبكي كثيراً في صغري .. من أقل شيء أبكي .. حتى لو شعرت بعدم الإهتمام أبكي .. بل إني كنت أبكي لو ناداني أبي بغير إسمي من قبيل ( إنت يا واد يا أحمد) .. كانت هذه الجملة كفيلة أن تبكيني .. ثم تعاهدت مع نفسي .. الرجل لا يبكي .. و أنا رجل .. لذا لن أبكي أبداً ثانية .. و لكني خنت العهد .. ففراقها أصعب من فراق روحي جسدي .. نعم بكيت و سأظل أبكي ... و لن أتوقف عن البكاء .. فقد ضاعت مني زهرتي الزرقاء

الأربعاء، 15 أبريل 2009

سيدة الجحيمThe Hell Lady

بعد أن قرأ حسن عدداً من سلسلة ما وراء الطبيعة وجد نفسه يود أن يقرأ باقي الأعداد .. لذى قرر البحث عن باقي الأعداد عبر الشبكة العنكبوتية .. فتح متصفحه و كتب اسم موقع البحث الأشهر في العالم "جوجل" في المكان المخصص و بعدما ظهرت له الصفحة الرئيسية كتب في خانة البحث " روايات مصرية للجيب" ثم ضغط على زر البحث .. في أقل من فيمتو ثانية كانت آلاف النتائج ظاهرة أمامه على الشاشة .. فأختار أول نتيجة ليجد كنزاً ثميناً ...

كان منتدى ما .. منتدى أدبي ينشر به أعضاؤه أعمالهم الشخصية و كذلك هناك الكثير من المناقشات الأدبية بالإضافة إلى الإجتماعيات التي جعلته يشعر و كأنها أسرة صغيرة .. أسرة صغيرة متعاونة .. يحب جميع أفرادها بعضهم البعض .. و لأنه كان مولعاًَ بالأدب .. و لأنه كان كاتباً بالفطرة .. و لأنه كان وحيداً دائماً .. لم يأخذ الكثير من الوقت لكي يضغط على زر التسجيل بالمنتدى .. أو " نادي روايات"

كانت هذه ليلة الجمعة الأول من أبريل .. لم ينم حتى جاء منتصف الليل ليعلن عن فتح باب التسجيل بالنادي .. كان أول المسجلين .. و كان كذلك أسعدهم .. بمجرد اشتراكه بالنادي بدء التفاعل .. قرأ الكثير من الأعمال و علق على كثير منها ..

مر الوقت عليه و اندمج في النادي و تعرف على كثير من أعضائه من خلال مواضيع المنتدى و كذلك أعمالهم و أيضاً من خلال غرفة الدردشة الملحقة بالنادي .. صاروا جميعاً أصدقاؤه و كان موجود بشكل دائم بالنادي و خاصة بغرفة الدردشة .. كان أول الداخلين فيها و آخر الخارجين منها .. و سهل له هذا عمله بمقهى الإنترنت .. فلقد كان عمله الجلوس أمام الجهاز الخاص به .. تحديد الوقت للزبائن و محاسبتهم .. مراقبتهم جيداً أيضاً و مراقبة ما يتصفحون عبر الشبكة العنكبوتية .. و كان متمرساً في هذا العمل فلقد بدأ العمل هنا من قبل اتمام دراسته ..

في غرفة الدردشة كالمعتاد جميع الأصدقاء موجودين .. يتحدثون في كل شيء .. في الأدب و في الرياضة .. في العلوم .. و في الدين .. في كل شيء .. و كذلك يمرحون و يلعبون .. و في هذا اليوم و كالمعتاد دخل الأعضاء الجدد للغرفة لكي يتعرفوا أكثر على النادي و على أعضائه و بدأ حسن في مساعدتهم و الإجابة على استفساراتهم و الإبتسامة لا تفارق وجهة كالعاملين بالإستقبال في أفخم الفنادق "رغم أنهم لا يرون وجهه" .. و رغم حداثة عمره بالنادي إلا إنه قد صار على علم بكل شيء فيه

ظل حسن طوال اليوم بالغرفة كالمعتاد و لاحظ كذلك هذه العضوة .. نعم .. انها عضوة جديدة بالنادي .. اسمها المستعار "The Hell Lady " أو " سيدة الجحيم " .. اسم جميل .. لابد أنها مولعة بقصص الرعب ..لربما هي بارعة في كتابتها أيضاً .. لكنها لم تنطق بحرف منذ دخولها .. و لأن حسن كان خجول و كان يخشى من أن يتم إحراجه لذا تجنب توجيه أي حديث لها .. فلربما هي مستمتعة بالحديث الدائر و لا تريد المشاركة .. أو ربما هي خجلة من الحديث .. لكنه خشي أن يحدثها و كذلك فعل الجميع .. ظلت هذه الفتاة أو السيدة طوال اليوم .. حتى بقى هو و هي فقط .. كان الفضول يقتله تجاهها لكنه لم يملك الجرأة لمحادثتها .. خرج من الغرفة و تركها وحدها

في اليوم الثاني تكرر نفس الموقف .. و كذلك في اليوم الثالث .. لكن ما زاد فضوله هو عدم محاولة أي عضو التكلم معها .. الكل يتجاهلها و يتجنبها .. لربما هي تريد شخصاً يبدء معها الحديث .. لكنه لازل لا يملك الجرأة لفعل ذلك

في اليوم السابع و بعد أن خرج الجميع ظل هو وهي كالعادة .. تجرأ هذه المرة و حاول محادثتها

حسن: مساء الخير
The Hell Lady: "لا رد "
حسن: حسناً .. آسف ان كنت أزعجتك
The Hell Lady: " لا رد"
حسن: حسناً .. سوف أغادر الغرفة .. اتركك في رعاية الله
السلام عليكم
The Hell Lady: "لا رد"

شعر حسن بإحراج شديد .. بل شعر أيضاً بالإهانة

مر شهر على هذا الحال .. كاد الفضول يقتله .. لكن كرامته أهم .. لم تشارك هذه الفتاة بأي شيء في النادي حتى الآن .. لماذا هي تدخل غرفة الدردشة فقط .. و أيضا هي لا تتحدث .. حتى جائته الإجابة .. بالتأكيد هي شخص مدسوس لمراقبة الأحاديث الدائرة بالنادي .. بالتأكيد هي " عصفورة" لأمن الدولة أو شيء من هذا القبيل

في هذا اليوم كان حسن تعرف أكثر على الأعضاء و كان سيد صديقه العزيز بالنادي .. و في هذا اليوم تواجد هو وسيد في غرفة الدردشة في وقت واحد .. رغم ان هذا نادر الحدوث .. فلقد قامت صداقتهما بعيداً عن غرفة الدردشة بل كانت من خلال التعليقات على الأعمال و توطدت أكثر لتصير عبر مقابلات و مكالمات هاتفية .. لكن سيد لم يكن يدخل إلى غرفة الدردشة إلا نادراً .. و كان حسن قد حدثه عن تلك الفتاة كثيراً .. و عندما دخل سيد قام حسن بمحادثته على الخاص

حسن: هذه هي الفتاة التي أخبرتك عنها
سيد: أين هي؟!
حسن: ألا ترى ..The Hell Lady
سيد: لا يوجد بالغرفة غيري و غيرك و غير MEME
حسن: كيف لا تراها؟!
سيد: لأنها ليست موجودة .. كيف تراها أنت ؟!
حسن: حسناً .. إسأل MEME و سوف تخبرك أنها موجودة
سيد: و لما لا تسألها أنت؟
حسن: إسألها و كذلك سأفعل .. لكن إسألها على الخاص حتى لا تجرح مشاعر The Hell Lady
سيد: حسناً يا حسن .. رغم أني متأكد من نظري

تحدث حسن و سيد إلى MEME و التي إندهشت من أنهم يسألان هما الإثنان نفس السؤال .. و لكنهما وضحا لها الأمر .. لكنها أخبرتهم بوضوح أنه لا يوجد أحد غيرثلاثتهم .. ثم تذكرت و قالت أنه لا يوجد أي مشترك جديد بالنادي بهذا الأسم فهي مشرفة بالنادي بل إنها أنشطهم على الإطلاق .. ثم قالت لهم و على العام

MEME: لا يوجد أي مشترك بهذا الإسم و إذا أردتم التأكد استخدموا خاصية البحث عن عضو .. بل إبحثوا في قائمة جميع الأعضاء

و بالفعل قام حسن بفعل هذا .. و في النهاية ذهل .. بالفعل لا يوجد أي مشترك بهذا الأسم .. إذا من هي ؟ و لماذا يراها هو فقط؟!

ظل حسن متحير من هذا الأمر حتى انه شك في جهاز الحاسب .. لذى جرب أجهزة كثيرة .. و لكن في كل الأجهزة يظهر له اسمها في الغرفة .. كاد حسن ان يجن و لا يدري ماذا يفعل و لماذا يحدث له هذا و لماذا هو بالذات ؟

و لكنه قرر ان يتجاهلها .. و كأنها ليست موجودة .. و بالفعل بدأ في التنفيذ

مرت أيام و هو يحاول التجاهل قدر استطاعته .. و كاد ان ينجح و لكن ... في هذا اليوم و بعد ان خرج الجميع من غرفة الدردشة و لم يبق سواه و هي بالطبع .. قرر حسن ان يبقي الغرفة مفتوحة و انشغل عنها بقراءة أحد الأعمال بالنادي ..و اثناء قراءة العمل سمع صوت تنبيه الرسائل بالغرفة .. ذهب هناك لعله أحد دخل و لكنه فوجيء بعدم وجود اي رسائل جديدة ..بل لم يجد اي شخص آخر دخل .. اقنع نفسه انه واهم و بدأ يكمل القراءة .. و لكن الصوت تكرر و تكرر نفس الموقف .. لا أحد أيضاً ..قرر حسن أن يكمل القراءة و لا يهتم بصوت التنبيه .. و لكن صوت التنبيه لم يتوقف .. تكرر كثيراً و كثيراً و كثيراً حتى أصبح غير قادر على تجاهله .. ذهب حسن سريعاً إلى غرفة الدردشة و قرر أن يحدثها و لا يتركها حتى تجيب

حسن:ماذا تريدين مني؟ من أنتِ؟ أتركيني و شأني
The Hell Lady:(لا رد)
حسن: حسناً فقط اتركيني و شأني .. لا أريد منك أكثر من ذلك
The Hell Lady: ههههههههههههههههههه
حسن(بتعجب): حسناً .. من الجيد أنك أجبتي أخيراً و لكن ما معنى هذه الضحكة؟
The Hell Lady: أنت لا تعرفني ؟ لا تتذكرني؟
حسن(بإندهاش): و هل أعرفك من قبل ؟
The Hell Lady:أتعرف أنا لا أريد منك الكثير .. أنا فقط أريد أن أحيل حياتك لجحيم و سأفعل
حسن(بإستهزاء):حقاً ؟! .. إفعلي ما شئت أنا لا أخــ...

لم يكمل حسن كلماته حتى وجد أنها إختفت .. لقد إختفت بالفعل من غرفة الدردشة .. لا يعرف ماذا جعلها تختفي .. ماذا حدث ؟ و ما معنى كلامها ؟ و من هي و كيف يعرفها ؟ كل هذه أسئلة تدور بذهنه و لكنه شعر فجأة بالخوف .. نعم لقد أخافته كلماتها .. بل إنه بدأ يتصبب عرقاً و شعر برعشة تسير في جسده .. أغلق حسن جهاز الحاسب و بدأ في التأكد من غلق باقي الأجهزة بالمقهى ثم أغلق مكيفات الهواء و تأكد من سلامة كل شيء و أغلق المقهى و هم بالعودة إلى منزله .. لكنه توقف .. نعم لقد سمع صوت جميع الأجهزة .. نعم صوت البداية المميز .. ابتلع حسن ريقه بصعوبة و قرر ان يعود و يفتح المقهى ليتأكد .. ارتسمت الدهشة على وجهه .. بالفعل كل الأجهزة مفتوحة .. و كلها مفتوحة على غرفة الدردشة بالنادي .. و لقد عادت سيدة الجحيم من جديد .. هناك الكثير من الرسائل التي تبعث بها .. اقترب حسن من أحد الأجهزة و بدأ يقرأ :

" أشعر بالخوف يسري في أوصالك الآن يا عزيزي"
"هذه فقط البداية"
"ستعرف من أنا"
"قريباً جداً"

لم يتمالك حسن نفسه .. ذهب سريعاً إلى مفتاح الكهرباء الأساسي و قام بفصل الكهرباء عن جميع الأجهزة ..فتوقف كل شيء عن العمل .. ثم اغلق المقهى سريعاً و عاد إلى منزله و هو يتلفت حوله من شدة الخوف

دخل حسن سريعاً إلى غرفة نومه و بدأ يتدثر بالأغطية .. كان يشعر بالبرد الشديد و كان يرتعد بشدة .. هنا وجد جهازه الشخصي يبدأ في العمل وحده و دون أن يلمسه .. ثم غرفة الدردشة بالنادي .. ثم بدأت تتحدث ...

The Hell Lady: لازلت لا تتذكرني؟ حسناً .. ان ذاكرتك ضعيفة .. و لكني لم اتوقع ان تنساني بهذه السرعة ..

كان حسن لازال يرتعد خوفاً تحت الأغطية .. و لكنه قاوم و قام ثم نزع كابس الحاسب الآلي و حاول أن ينام و بدأ يقنع نفسه أن كل هذا وهم .. ربما هو في كابوس كبير .. بدأ حسن بتدثير نفسه بالأغطية و دفن وجهه تحتها .. ثم شعر بيد تمتد و تزيل عنه الأغطية .. بدأ يصرخ في هستيريا متمسكاً بالأغطية بشدة ..

حسن: اتركيني .. ارجوك اتركيني .. انا لم اؤذيك قط .. انا لا اعرفك .. ماذا فعلت لك كي تفعلي بي هكذا .. ارجوك اتركيني

The Hell Lady: حسناً .. لكني اردت أن أخبرك أن المقهى يشتعل الآن .. ربما لازال وقت كاف للإتصال بالمطافي .. أنا لست في قسوتك .. لازلت أمتلك بعض الرقة .. ههههههههههههههههههههههههههههههه

قام حسن مسرعاً من تحت الأغطية .. خوفه على مصدر رزقه كان أكبر من خوفه من هذا الشيء الذي يطارده .. قام مسرعاً و اتصل بالمطافي و ابلغهم بالحريق .. لكنه لم يستطع ان يترك بيته و يذهب إلى هناك ليتأكد .. هذا من رابع المستحيلات .. رغم انها لم تتركه حتى في داره .. لكنه يشعر بأمان أكبر فيه .. دفن حسن نفسه مرة أخرى تحت الأغطية و هو في غاية الرعب .. لم يعرف كيف نام لكنه فعل

في اليوم التالي استيقظ حسن على صوت طرقات شديدة على بابه .. قام من نومه و هو غارق في العرق البارد ..كان ينوي ان يغسل وجهه أولاً ثم يذهب ليفتح الباب .. لكن شدة الضربات منعته من ذلك .. تقدم حسن إلى الباب و فتحه و هو لا يزال بين النوم و الإستيقاظ .. و فتح الباب .. كانا شرطيين يقفان على بابه

أحد الشرطيين: انت حسن محمد علي؟
حسن: نعم أنا .. لقد أتيتما من أجل الحريق أليس كذلك؟
الشرطي: لا نعرف شيئاً .. و لكن أنت مطلوب في قسم الشرطة حالاً
حسن : حسناً .. سأغير ملابسي
الشرطي: حسناً .. لكن بسرعة

إرتدى حسن ملابسه بسرعة ثم ذهب معهم إلى قسم الشرطة و كانت المفاجأة

رئيس المباحث: أنت الذي أبلغ عن الحريق بالأمس؟
حسن: نعم أنا
رئيس المباحث: حسناً .. أنت متهم بالتسبب في حريق مقهى الإنترنت و قتل صاحب العمل
حسن :ماذا؟؟؟؟؟؟؟؟
رئيس المباحث:إبدأ بأخذ الأقوال أيها الشرطي

كان حسن مذهول من كل ما يحدث حوله .. كيف وصل به الحال هنا بين المساجين و المجرمين؟ كيف يتم اتهامه باشعال الحريق و هو من أبلغ عنه.. و لكنه لم يستطع أن يجيب عندما سأله رئيس المباحث كيف عرف بإندلاع الحريق و هو في منزله ..ماذا يقول له .. أخبرتني The Hell Lady.. و من هي سيدة الجحيم هذه .. هل سيقول ان هناك شبح يطارده و هو من ساعده في ذلك ؟ و لكن ما زاد من حيرته كيف يتهم بالقتل ؟ .. من قتل صاحب العمل ؟ و لما جاء صاحب العمل في هذا الوقت من الليل؟ و كيف حدث كل هذا ؟ كاد حسن أن يجن ..ظل حسن جالساً في ركن الزنزانة محاولاً تجنب هؤلاء المجرمين ..لكن ما أسعده رغم كل شيء هو ابتعاد هذا الشبح عنه لقد تم تحويله للنائب العام و أمر النائب العام بتجديد حبسه 45 يوماً على ذمة التحقيق .. و كذلك أمر بتفتيش شقته ..و بعد 45 يوماً من العذاب في السجن مثل مرة ثانية أمام وكيل النائب العام و كان كل شيء ضده

وكيل النائب العام : إسمك و سنك و مؤهلك و و عنوانك
حسن : حسن محمد علي .. 21 سنة .. معهد فني تجاري .. بين السريات -جيزة
وكيل النائب العام: ما هي علاقتك بالمجني عليه؟
حسن: هو رب عملي
وكيل النائب العام: هل كان هناك أي خلافات بينك و بينه؟
حسن: خلافات بسيطة .. كأي خلاف بين رب العمل و من يعمل له
وكيل النائب العام: و ماذا عن المشاجرة بينك و بينه يوم 12\3\2008
حسن:إنها مشاجرة بسيطة .. فلقد إتهمني بأني سارق .. و لكنه إكتشفت في النهاية خطأة و إعتذر لي
وكيل النائب العام:لقد هددته بالقتل يومها أتذكر؟
حسن:لا ليس كذلك .. لم أكن في وعيي .. لقد سبني بأمي .. فحذرته و ...
وكيل النائب العام (مقاطعاً): و قلت له لو سببت أمي ثانية سأقتلك
حسن: نعم و لكني لم أكن في حالتي الطبيعية
وكيل النائب العام: أتعرف كيف قتل المجني عليه؟
حسن: لا .. لا أعلم
وكيل النائب العام: لقد طعن 16 طعنة في قلبه .. بهذه المدية .. أتعرفها؟
حسن: لا .. نعم .. إنها مديتي .. و لكن .. أنا لم أقتله
وكيل النائب العام : و ما تفسيرك لوجود دماء المجني عليه عليها و كذلك بصماتك أنت فقط .. بل ووجودها في ملابسك هذه المليئة بالدماء ؟
حسن: لا أعرف ..أنا لم أقتله صدقني
وكيل النائب العام: حسناً .. أمرنا بتجديد حبس المتهم على ذمة القضية .. أعيدوه إلى الزنزانة
حسن(مستغيثاً): أنا لم أقتله .. لم أقتله

كان يجلس حسن كالمعتاد في ركن الزنزانة وحيداً ..يضع رأسه بين ساقيه و يبكي .. لا يستوعب كل ما حدث له .. الجميع نائمون لكنه غير قادر على النوم .. و فجأة يسمع هذا الصوت .. نعم هو يعرف صاحب هذا الصوت .. إنها هي .. سيدة الجحيم .. تنظر له و إبتسامة شيطانية على شفتيها

سيدة الجحيم: لم تعرفني بعد ؟

نظر لها حسن بإستغراب و بدأ يستعيد ذكرياته .. نعم انها هي .. هي تلك الفتاة

سيدة الجحيم: أعتقد أنك تذكرت

منذ أربع سنوات كان أول تعامل حسن مع الإنترنت ..هذا العالم الكبير الساحر الغريب .. و كان حسن في سن المراهقة .. لذى كان كل هدفه التعرف على الفتيات .. بسرعة صنع له بريداً إلكترونياً و بدأ التجوال بين غرف المحادثة المختلفة .. و كالعادة انتحل العديد من الصفات .. و في إحدى تلك الغرف و في هذا اليوم تعرف على هذه الفتاة ..

قلب جريح: مرحبا
The Beauty Girl: مرحبا
قلب جريح:هل من الممكن أن نتعارف؟
The Beauty Girl: بالطبع
قلب جريح: أنا حسن .. في كلية الهندسة .. عندي 20 سنة .. وأنتِ؟
The Beauty Girl: أنا هايدي .. 15 سنة .. لا زلت في الصف التاني الثانوي

و هكذا تعرفا .. و مع مرور الوقت صارا حبيبين .. نعم لقد كانت هايدي طفلة .. صدقته بسهولة .. و أحبته أيضاً بسهولة .. و لقد كان مقنعاً و بشدة .. و لقد كانت أيضاً طفلة مدللة .. طلباتها أوامر .. و لكن حسن كان يتسلى فقط .. يضيع وقته فقط .. يحاول أن يعيش حالة لكي يستطيع الكتابة .. أقنعها أنه يحبها و أن كل ما يكتب إنما هي من ألهمته إياه .. طلب منها أن يراها .. فبعثت له بصورتها .. ثم طلب منها أن يسمع صوتها .. و بالفعل سمع صوتها من خلال الميكروفون الملحق بجهاز الحاسب .. كانت أسيرة في هواه .. فلقد كان يمطرها بكلمات الغزل كلما حدّثها و كان دوماً يألف الأشعار لها .. و لقد كانت طفلة .. صدقته و عشقته .. و بعد ذلك مل منها .. أراد حسن التغيير .. هو لم يحبها قط .. و كذلك كان يعتقد أنها لم تحبه .. كان يعتقد أنهما مرا بوقت ممتع معاً و إنتهى الأمر .. لم تتركه .. أرسلت له الكثير من الرسائل على بريده الإلكتروني و لم يجبها ..كلما اتصلت به على هاتفه لا يجيب أيضاً ..كان يعتقد أنها سوف تمل بعد فترة .. سوف تتركه و تبحث عن غيره .. لكنها كانت تعشقه بالفعل .. لم تستطع أن تنساه .. رغم ما فعله بها لكنها لا تزال تحبه

في يوم ما أرسلت له هذه الرسالة ...

" حبيبي حسن .. لماذا لا تجيب على رسائلي؟ .. اني أموت شوقاً إليك .. من فضلك أريد أن أتحدث معك .. سوف أنتظرك يوم الثلاثاء في الحادية عشر مساءً .. لا تجعلي أنتظر كثيراً .. لو لم تكن موجوداً فسأنتحر .. أنا جادة في كلامي .. فأنا لا أستطيع العيش بدونك"

كانت هايدي طفلة .. لذا أحبته بجنون .. و لذا لم تستطع تخيل حياتها من دونه .. كان هو كل شيء .. و بدونه لا معنى للحياة

فرأى حسن الرسالة .. فأبتسم بإستهزاء .. هو يعلم أن كل هذه تهديدات لا معنى لها .. لقد أخذت وقتها و هو متأكد أنها ستفيق من وهمها قريباً .. هو يعرف أنه بالنسبة لها دمية .. دمية تقول كلاماً معسولاً و تقول شعراً لوصف جمالها .. هي تفتقد لكلماته فقط .. و هو بالنسبة لها آلة لمغازلتها فقط .. نعم . فكل البنات في هذا السن يحبون الغزل

مر يوم الثلاثاء و لم يحدثها .. و لكن في يوم الأربعاء وجد هذه الرسالة ...

" شكراً لك .. شكراً لك يا من أعطيتني أجمل إحساس .. شكراً لك يا من أعطيتني أصعب ألم .. شكراً لك .. لكني لن أتركك .. أعدك بذلك ..

إنتظرني قريباً"

لم يهتم حسن بهذه الرسالة .. و عرف أنها سوف تنساه و تكمل حياتها ..سوف تحب غيره .. و سوف تجد من يعطيها هذا الإحساس التي تتحدث عنه

و لكن هايدي كانت طفلة .. و كان حسن كل شيء.. و حياتها بدونه لا شيء .. لذا لا معنى لحياتها بعد اليوم

بعد أسابيع .. إستيقظ حسن متأخراً عن عمله .. لذى قرر أن لا يتناول طعام الإفطار في البيت هذا اليوم .. سوف يأخذ بعض شطائر الفول من إحدى عربات الفول المنتشرة في الطريق إلى العمل .. و أثناء تناوله الفطور في العمل .. لفت انتباهه الجريدة التي كانت تحوي الشطائر .. لقد كانت هناك صورة لوجه فتاة .. انه يشعر انه رآها من قبل .. كانت تحت عنوان "إنتحار مراهقة" بدأ حسن في قراءة الخبر

" شهد الأمس حادث مؤسف حيث ألقت فتاة بنفسها من الطابق العاشر لتلقى مصرعها على الفور ...هايدي التي لم تكمل عامها السادس عشر بعد قامت بإلقاء نفسها من نافذة غرفة نومها في السادسة مساءً حيث قيل أنها كانت تمر بحالة إكتئاب منذ فترة طويلة و لم تكن تخرج من غرفة نومها و لا تذهب إلى أي مكان .. و لقد إمتنعت عن تناول الطعام قبل أن تقدم على الإنتحار بثلاثة أيام "

نظر حسن إلى أعلى الصفحة ليقرأ التاريخ .. و هنا تأكد أنها هي .. لقد كان تاريخه يوم الخميس الذي يلي رسالتها الأخيرة له .. لقد صدم .. لقد ماتت فتاة بسببه .. لم يتوقع قط أن تكون صادقه .. كان يظن أنها تضغط عليه فقط ..لم يتصور قط أن تنتحر حقاً

مر حسن بأيام في غاية الصعوبة .. لم يستطع أن يسامح نفسه قط و منذ هذا اليوم قرر أن لا يخدع أحداً ثانية .. رجع إلى الله و طلب منه العفو و الصفح .. إنتهى تماماً عن الكذب و الخداع .. و قرر أن لا يحب ثانية .. لعباً أو جداً

و لكنها عادت لتنتقم .. لم يكفيها ندمه .. لم يكفيها دموعه .. لم يكفيها إلا روحه .. نظر لها حسن و هو يبكي .. لا يبكي على حاله بل يبكي على ما فعله بها .. نظر لها و بدأ يعتذر ..

حسن:أنا حقاً آسف .. أنا لم أقصد .. لقد كنت إنساناً تافهاً مستهتراً .. لم أعي ما كنت أفعل .. سامحيني .. أرجوك .. سامحيني

سيدة الجحيم: تطلب العفو الآن؟ .. لقد فات الأوان يا عزيزي .. لقد أحببتك و كنت على أتم استعداد أن أضحي بروحي فداك .. و أنت .. أنت ماذا كنت تفعل .. كنت تكتب لي أبيات الغرل ثم تنسخها لتكتبها لأخرى .. كنت أبكي أنا لفراقك .. في حين كنت تتمتع بالحديث مع أخرى .. كنت أقضي الليل أفكر فيك .. في حين كنت تنام ملء جفنيك .. لا يا عزيزي .. هذا ليس وقت العفو ..لم أعد هذه الزهرة الرقيقة .. لم أعد تلك الفراشة الوديعة .. فلقد صرت شبح ملعون لا يبغي إلا أن يراك و أنت تتألم و تتعذب و أقصى ما يتمنى أن يراك تتدلى من حبل المشنقة .. هذا هو عقابي يا عزيزي .. سأنتظرك هناك .. إلى اللقاء

ينادي حاجب المحكمة ..."محكمة"

القاضي: حكمت المحكمة حضورياً بإحالة أوراق المتهم إلى فضيلة مفتي الديار المصرية .. رفعت الجلسة"

إبتسم حسن بسخرية و سار مع الشرطي

إنها العاشرة صباحاً .. موعد تنفيذ حكم الإعدام .. تقدم حسن بخطوات ثابتة و هو ينظر إليها .. نعم فقد أتت لتشهد هذا اليوم .. هذا اليوم التي تمنته منذ سنين .. ظلت تنظر له و كذلك ظل ينظر لها .. ثم إنتهى كل شيء .. قام الشرطي بجذب عصا الإعدام ليتأرجع جسمه أمام عينيها و هنا .. هنا فقط سقطت دموعها .. بل انهمرت دموعها .. فمازالت تحبه رغم كل شيء

الأربعاء، 8 أبريل 2009

الحب له ناسه

يا قلبي يللا انساه و انسى ايامه
الحب مات وياه و دفنت احلامه
خلاص قررت اعيش حياتي من تاني
فوّقت قلبي خلاص من احلى اوهامه

هتعيش يا قلبي سنين لا تحب من تاني
هتعيش في شوق و حنين و هتبقى وحداني
لكن عشاني انساه و ياك انا هنسى
خليني اعيش وياك في عنيه أحزاني

استنى قلب حزين تحبه تهواه
تطلعه من الحزن و الحزن تنساه
تعيش معاه من تاني و تنسى أيامك
و تبقى واحد تاني لا يخاف من الآه

و لو ما لاقيت الحب بعد البعاد لسنين
اعرف بانك قاسي عليا انا المسكين
لحبه ليه مش ناسي يا قلبي ارحمني
انا في العذاب عايش الحب اجيبه منين

ياقلبي انسى الحب الحب ليه ناسه
هاعيش انا و اياك و هننسى احساسه
خلينا بس نعيش على ذكرى حب وراح
كان أحلى حب سنين و جه الزمان داسه

الجمعة، 3 أبريل 2009

فتى الشجرة



خرجت [b]سهام[/b] من البيت كالعادة في السابعة لكي تصل الى مدرستها في الوقت المحدد .. فهي تذهب سيراً رغم عدم قصر المسافة .. مرت من أمام [b]الشجرة[/b] كالعادة لتجد هذا الفتى منتظرها هناك كالعادة منذ ان كانت في الصف الأول الإبتدائي و حتى الآن .. فهو ينتظرها عند هذه الشجرة كل يوم .. لا يتغيب أبداً .. حتى ظنت أنه لا يمرض .. بل كانت تظن و هي صغيرة أنه يسكن بهذه الشجرة .. لم يحاول يوماً أن يتحدث معها .. كان فقط ينظر لها .. يبتسم .. يسير خلفها .. تصل الى مدرستها و يكمل هو طريقه الى [b]المدرسة[/b] القريبة من مدرستها ... و دائماً ما كانت مدرسته قريبة من مدرستها .. في الإبتدائي و الإعدادي و كذلك في الثانوية العامة .. هذا كل ما تعرفه عنه .

لم تكن سهام فتاة إجتماعية بل كانت فتاة في شدة الإنغلاق .. و كان لتربيتها الأثر الكبير في ذلك .. فقد كان أبيها و أمها يعملان .. و كانا لا يتحدثا اليها الا بصيغة الأمر .. لم يحاولا قط التقرب منها و معرفة ما يدور بذهنها .. بل لم يحاولا تعريفها بما يدور حولها .. و عندما وصلت لهذا السن الحرج .. هذا السن الذي تحتاج فيه من يرشدها و يسعدها لتفهم ما يحدث لها .. لكن لم يكن هناك من يساعدها .. كانت تنظر إلى [b]المرآة[/b] و ترى التغيرات التي تطرأ على جسدها دون أن تفهم .. دون ان تعرف ماذا يجب ان تفعل .. حتى عندما شعرت بقلبها يخفق و يدق بشدة عندما ترى ذلك الفتي .. فتى الشجرة .. لم تكن تفهم .. فهي لا تعرف شيءا عن الحب .. فلقد كانت ممنوعة من مشاهدة التلفاز .. بل ان أبيها باع التلفاز منذ كانت في العاشرة من عمرها .. و كذلك لم تكن تختلط بصديقاتها .. لم تكن تعرف عن الحب شيئاً إلا أنها يجب أن تحب الله و أن تحب أسرتها .. و أن أي حب بين فتى و فتاة هو عيب و عار و فضيحة للأهل .. هذا ما تعرفه عن الحب و لم تحاول أن تعرف أكثر .. لكنها كانت تشعر بشيء غريب كلما مرت بفتى الشجرة .. شيئاً ما يجعلها تنجذب إليه .. شيئاً ما يجعلها تريد محادثته .. لم تعرف قط لما يخفق قلبها بشدة عندما تراه .. لماذا ترتفع درجة حرارتها .. و تتسارع أنفاسها .. و تتعثر خطواتها .. و لم تفهم لما ينتظرها كل يوم .. و ما معنى نظرته و ابتسامته .. ماذا يريد منها؟!

في ذلك اليوم رأته كالعادة .. يستند إلى الشجرة و ينتظرها .. نظر لها .. ابتسم .. ثم اقترب منها .. نعم لقد اقترب منها .. مد يده لها و أعطاها ظرف .. لم تشعر بنفسها و هي تمد يدها لتلتقط الظرف إلا حينما لمست يده .. كانت يده في شدة البرودة رغم انه يتصبب عرقاً .. عندما لمست يده يداه انطلقت مسرعاً فسقط الظرف في الأرض .. انحنت سهام و تناولت الظرف .. لا تفهم شيئاً .. لا تفهم سر هذه القشعريرة التي سارت في كل جسدها حينما لمسته .. لا تدري لما قبلت اساساً منه هذا الظرف .. بل و لما انحنت لتلتقطه من الأرض .. لكنها اعتقدت انه الفضول .. ماذا بداخل هذا الظرف .. ظلت تفكر في ما بالظرف و كلها شوق لتعرف ..

في الراحة بين ال الحصص توارت في مكان بعيداً عن أعين الفتيات و بدأت في فتح الظرف لتجد بداخله خطاب .....

"حبيبتي ....
حقاً لا أدري ماذا أكتب .. فالكلمات لن تعبر عن ما أشعر به .. و كذلك أنا لم أكتب خطاب لفتاة من قبل .. و انتي لست اي فتاة .. انك زهرة بين الفتيات .. نجم عالي يسطع في السماء وحيداً ..

أنتِ لا تعرفيني رغم انك تعرفيني .. حسناً .. انا [b]شهاب[/b] في الصف الثالث الثانوي .. بالمدرسة المجاورة لمدرستك .. أنا من المتفوقين .. و أريد أن أصبح مهندساً في يوم ما .. هذا أنا .. لا أكثر .... ستقولين و ما شأني .. لكني مغرم بك منذ سنون .. منذ ان كنتِ بالصف الأول الإبتدائي .. و منذ ان رأتك عيناي أول مرة .. كنت ألهو بجوار الشجرة قبل المدرسة و رأيتك مع والدتك .. كان أول يوم مدرسة لك على ما يبدو .. منذ ذلك اليوم و أنا أنتظرك عند هذه الشجرة ...و سأظل كذلك للأبد .. حتى لو لم تبادليني نفس مشاعرك

فكري جيداً .. ان كنتِ تبادليني نفس الشعور فقط ابعثي لي برسالة على [b]الهاتف[/b] النقال .. هذا هو رقم هاتفي 0180000000000 .. لا تكتبي بها شيئاً .. فقط إرسليها .. ليس من هاتفك بل من اي هاتف من اي سنترال .. أنا لا أريد أن أتسلى بك .. أنا أحبك حقاً و لذى أخاف عليك أكثر من نفسي .. ليس ما أريده محادثتك .. بل أريد فقط حبك .. معرفتي انك تحبيني تكفيني
المتيم بهواك
شهاب"

إنتهت سهام من القراءة و بدأت تشعر بالتشويش و تضارب الأفكار .. النشوة و الخوف .. السعادة و الحزن .. هي في غاية السعادة .. لكن الحب عيب و عار .. هي سعيدة بهذه الكلمات .. لكن لو علم أهلها لقتلوها .. لا تعرف ما هو الصواب و لا تجد من تبوح له .. لكنها قررت أن تحتفظ بالخطاب و لو كلفها ذلك عمرها .. نعم هي تحبه .. لا يهم أن تموت .. لا يهم أن تقتل .. المهم أن ترى حبيبها .. تنظر له .. و تبتسم .. نعم لقد اعترفت لنفسها بحبها له .. نعم لقد عرفت الآن معنى الحب .. و علمت انها تحبه منذ زمن أيضاً ..خرجت من المدرسة و هي في غاية الفرح .. ثم .. رأت تجمع للعديد من الناس .. عمال من شركة الكهرباء .. عمال رصف الطرق .. [b]بلدوزر[/b] كبير .. لكن لا أحد يعمل .. البلدوزر متوقف و العمال لا يعملون .. و ملتفون حول شيء ما .. كذلك بعض المارة يقفون هناك .. لم تكن شهام فولية بطبعها .. لكنها قررت ان تعرف ماذا حدث .. كان شيء ما هو الذي يسيرها .. يحركها الى هناك .. كان قلبها يخفق بشدة كلما اقتربت .. القشعريرة تسري في أوصالها .. الخوف يتملكها .. لكنها لا تستطيع الابتعاد و لا تعرف لما كل هذا الخوف .. اخترقت كل الصفوف حتى وصلت .. لقد كان شخصاً .. طالب على ما يبدو غارق في بركة من الدماء .. الذباب يحيط به و بوجهه .. لم تستطع الإقتراب أكثر .. شعرت و كأنها صعقت .. ثم خرت مغشياً عليها بالقرب من الجثة ..كانت بين الوعي و اللا وعي .. لقد ارتطمت رأسها بحجر عندما سقطت .. ها هو دمها يسيل على رقبتها .. شعرت بشخص ما يحملها .. يهرول بها .. وجهه مألوف .. تعرف هذا الشخص .. ثم .. غابت كلياً عن الوعي ..

إستيقظت لتجد نفسها فوق سرير أبيض و قطعة من الشاش تحيط برأسها و هناك شخص يقف بإهتمام جوار سريرها .. لقد كان هو .. نعم انه حبيبها .. ما ان فتحت عيناها حتى اقترب منها .. نظرت له و ابتسمت .. قال لها " حمداً لله على سلامتك .. لولا [b]عناية[/b] الله لما كنتِ بيننا الآن .. لا قدر الله .. لقد سقطت على بعد سنتيمترات من آلة حادة كان يستخدمها العمال .. لكن حمداً لله انك بخير " كان يتحدث دون ان ينظر لها .. كان ينظر إلى قدميه طوال الوقت .. و كان يتلجلج في كلماته .. نظرت له و إبتسمت ثانية .. أشارت له ان يجلس بالقرب منها .. ثم نظرت مباشرة في عينيه و قالت " لقد قرأت الخطاب" فأحمر وجهه خجلاً و طأطأ رأسه في الأرض من شدة الخجل و قال لها بصوت يكاد يكون مسموع " حقاً؟.. و ما جوابك؟" ... فمدت يدها لتعانق يداه و قالت .. " أحبك"